يبدو أن قوى اليسار الفلسطيني، فهمت جيداً اللعبة السياسية الداخلية، فسارعت في اتخذا قرار هام بالدخول في المعركة الانتخابية المقبلة، المقررة في الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بقائمة "موحدة" تتكون من قيادات وعناصر ذات كفاءة.
 
سياسيون ومراقبون رأوا في قرار فصائل اليسار الفلسطيني الخمس وهي" الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب الفلسطيني وحزب فدا والمبادرة الوطنية الفلسطينية"، الخطوة الأنجع لضمان الفوز في الانتخابات المقبلة، في ظل الصراع الكبير الذي سيدور بين حركتي "فتح وحماس" للظفر بكعكة "البلديات".
 
ويبلغ عدد المجالس البلدية والقروية 425 مجلساً، منها 400 مجلس في الضفة، و25 في قطاع غزة، وتتميز مجالس قطاع غزة بكبر عدد السكان، مثل بلدية مدينة غزة التي تضم حوالى نصف مليون ناخب.
 
- قائمة مشتركة
مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، كشفت، أن قوى اليسار الخمس، تعقد في مدينة غزة اجتماعات هامة ومغلقة، لاختيار الشخصيات المناسبة، التي ينوي الزج بها في المعركة الانتخابية المقبلة، مؤكة أن الفصائل باتت في المرحلة الأخيرة من تلك المشاورات.
 
وتوقعت المصادر، أن تُعلن فصائل اليسار عن "قائمتها الموحدة" خلال الأيام القليلة المقبلة، وأشارت المصادر إلى أن قوى اليسار الخمس تعول كثيراً على نجاح "قائمتها" والحصول على أعلى النتائج في الانتخابات البلدية.
 
طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أكد، أن فصائل اليسار الخمس حسمت موقفها من ملف الانتخابات البلدية المقبلة، وقررت رسمياً الدخول في "قائمة مشتركة".
 
أبو ظريفة، في تصريح قال :" خلال الفترة الأخيرة أجرينا اتصالات عديدة مع باقي قوى اليسار ، لضمان النجاح في الانتخابات البلدية المقبلة، وقد وضعنا كل اللمسات اللازمة المتعلقة بالقائمة المشتركة، لخوض الانتخابات بها".
 
وأوضح، أن:" قوى اليسار لن تشارك ولن تدعم أي قوائم أخرى محسوبة على أي حركة فلسطينية من بينها حركتي "فتح وحماس"، وهناك قرار بدعم قوائم اليسار المشتركة فقط"، مشيراً إلى أن الجميع يريد أن تكون العملية الانتخابية ديمقراطية وتعكس رأي الشارع الفلسطيني.
 
وذكر أبو ظريفة، أن اختيار القوائم سيتم بناءً على التوافق على شخصيات فلسطينية وطنية ذات "الكفاءة والمهنية والنزاهة"، والقدرة على تلبيه احتياجات المواطن الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها شعبنا".
 
- كسر حالة الاستقطاب
كايد الغول، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكد، أن قرار دخول قوى اليسار بـ"قائمة مشتركة" لخوض الانتخابات البلدية، جاء لكسر "حالة الاستقطاب" والثنائية التي تعيشها الساحة الفلسطينية طوال السنوات الأخيرة.
 
وأوضح الغول في تصريح ، أن هذا القرار جاء لخلق حالة توازن في الساحة الفلسطينية، وفرض برامج ديمقراطية تهدف لتقديم الخدمات للمواطنين كهدف أساسي، بعيداً عن أي التجاذبات والخلافات السياسية التي قد تعطلها وتصل بها لطريق مسدود".
 
وأكد، أن قوى اليسار ومن خلال قوائمها المشتركة التي ستخوض فيها الانتخابات المقبلة، ستحاول تقديم مرشحين من وسط الجمهور الفلسطيني بعيداً عن الانتماءات والفئوية الحادة، وانطلاقا من الكفاءة والنزاهة، لبلورة هذا التيار اليساري العريض لتشكل حالة التوازن في الساحة".
 
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن التحالف "اليساري" إذا ما تم دعمه بشكل كبير وإيصال برنامجه للمواطنين، فستكون له فرص فوز كبيرة من خلال الانتخابات البلدية، بنتائج وزانة وتخلق نموذج آخر عن حسم كل المؤسسات الوطنية لصالح فصيلين فقط وهما "فتح وحماس".
 
وكانت الحكومة الفلسطينية أعلنت يوم 21 يونيو(حزيران) الماضي، عن إجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل..
 
وجرت آخر انتخابات بلدية في فلسطين عام 2012، وشملت هيئات محلية في الضفة فقط، حيث رفضت حركة حماس المشاركة فيها، ومنعت إجراءها في قطاع غزة.