ريموندا حوا طويل : خطوة أولى باتجاه لوبي فلسطيني

خطوة أولى باتجاه لوبي فلسطيني

2009-11-16

ريموندا حوا طويل

3685

مقالات

كان الجو ينذر بعاصفة في بلتيمور بينما كنا نتهيأ للانطلاق إلى واشنطن برفقة ابنتي الدكتورة هالة وزوجها الدكتور بول حسون الذي يعمل طبيبا في مستشفى جون هوبكنز في بلتيمور، وفيما كنت أحدق في سماء بلتيمور المكفهر، كان خاطري مشغولاً بالمؤتمر الصهيوني الذي عقد في أوائل الأربعينيات، ليؤسس لعلاقة خاصة ووثيقة وطويلة بين الحركة الصهيونية والولايات المتحدة قبل سبعين سنة، كان الصهاينة هنا يوطدون رؤية وعلاقة وسلوكاً مع الولايات المتحدة، والعلاقة ما تزال مستمرة وقوية ولكن الزمن لا يترك شيئاً على حاله، ليس هناك من يقول أنني أملك ناصية التاريخ أو امتلك تحديد نتائجه وسيرورته.

قبل حوالي سبعين عاماً، وهنا، في هذه المدينة التاريخية، لعبت الصهيونية أدوارها، والآن، في هذا الجو المكفهر، هاأنذا استعد للانطلاق إلى واشنطن، لأشارك في احتفال جمعية فلسطين الأمريكيين التي عمل على تأسيسها وتطورها الدكتور زياد العسلي، هذا الرجل الذي يحاول أن يؤسس لرؤية جديدة في التعامل مع الإدارة الأمريكية، والذي يحاول أن يصل إلى منابع صنع القرار في الولايات المتحدة، والذي يحاول أن يؤطر العمل السياسي الفلسطيني، لينافس اللوبي الصهيوني، وليسمع الصوت الفلسطيني، الذي يريد أن يغير أسلوب التعامل مع الإدارة الأمريكية، الذي يريد أن يستعمل وان يستغل أساليب اللغة الديمقراطية الأمريكية، باعتبارها ديمقراطية جماعات ضغط وتجميع مصالح.

انطلقت من بلتيمور إلى واشنطن، وأنا أتساءل، هل يتعلم الفلسطينيون الدرس، وهل بإمكانهم أن يتخطوا الحواجز و أن يقفزوا على تجاهل الإعلام لهم وعلى الصورة النمطية التي رسمت لهم في الولايات المتحدة ، وهل يستطيعون أن يدقوا الجدران والأبواب المغلقة، وهل يستطيع الفلسطينيون أن يفعلوا ما لم تفعله الممثليات والسفارات العربية ولا الجامعة العربية مجتمعه؟. هل يستطيع الدكتور العسلي أن يفعل شيئاً في خضم هذا البحر المتلاطم من المصالح المتشابكة والمعقدة؟ . حتى تقيم لوبي ضاغطاً لا بد لك من المال والاتصالات والعلاقات وأوراق الضغط وسهولة الوصول إلى مراكز النفوذ ومطابخ السياسات ، فكيف للدكتور العسلي أن يفعل ؟! ما الذي يمكن للدكتور العسلي أن يفعله في جالية فلسطينية مبعثرة هنا وهناك ؟! . وكيف يمكن له أن يلملم شتات العمل ويؤطر الجهود وينسق فيما بينها ، ليخرج بصورة مشرفة عن الشعب والقضية ؟!

كنت أتساءل بيني وبين نفسي عن قدرة الفلسطينيين والعرب عموماً للوصول إلى الإعلام الأمريكي والمسؤول الأمريكي ومراكز البحث الأمريكية ودوائر الأكاديميات والفكر وصنع الاستراتيجيات ؟! فأين المال العربي وأين الإعلام العربي وأين الخطاب العربي . في بلتيمور، صنع هناك تاريخ ، فهل يمكن للدكتور العسلي أن يصنع تاريخاً في واشنطن. في هذا العشاء في كلمة الافتتاح قال الدكتور العسلي نحن الشعب الفلسطيني وفلسطينيي أمريكا نطالب الحكومة الأمريكية بوقف الاحتلال البغيض. نحن لسنا إرهابيين فلنا الحق في إقامة دولة فلسطينية وعنوان هذه الأمسية هو فلسطين بمحاذاة إسرائيل. الحرية، الأمن، الازدهار. إن الشعب الفلسطيني هو المحتل وهو الذي يعاني من الاحتلال وانه شعب يؤمن بالسلام. نحن لسنا المحتلين. إسرائيل ليست الضحية ولكن إسرائيل هي المحتلة وهي تمارس إرهاب الدولة.

وفى الحفل، فوجئت حقاً بما رأيت ، فقد رأيت كوكبة من المع الفلسطينيين الأمريكيين في القاعة . فوجئت بما سمعت أيضاً ، لقد كان هناك الجنرال جونز ، مستشار الأمن القومي، المبعوث الخاص من الرئيس براك اوباما في البيت الأبيض. فقد قال الجنرال جونز حرفيا أن الرئيس اوباما ملتزم بقرار إقامة الدولتين للشعبين، اللذين سيعيشان معا بسلام وأمان. لا ترتكبوا خطأ بهذا الخصوص، هو شخصيا ملتزم بهذا القرار. لأنه مؤمن أن السلام هو مصلحة أمريكية كما هو في مصلحة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. قال الجنرال جونز أن الرئيس اوباما اعترف بأنها ستكون مهمة صعبة ولكن أكد انه سيتابع هذه المهمة بالصبر والتكريس الذي تتطلبه هذه المهمة. وان الرئيس اوباما دعم كلماته بالعمل في اليوم التالي لوجوده في السلطة في البيت الأبيض. لقد عين احد أكثر الناس ثقة وهو من كبار الرسميين السناتور ميتشيل ليكون مبعوثه الخاص في الشرق الأوسط. منذ ذلك الوقت لقد ذهب الرئيس إلى القاهرة ليلقي كلمة بخصوص الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وشدد في كلمته على عدم شرعية الاستيطان، وعلى أن الدولة الفلسطينية هي ضمانة الاستقرار في المنطقة، وان الاحتلال يجب أن يتوقف، هذا كلام له ما تحته . هذا كلام لا يقال جزافاً، هذا الكلام حتى ولو كان فيه ما فيه من الدبلوماسية، إلا انه تصريح يعني أن هناك تغيراً حقيقياً يجري في العقل الأمريكي والرؤية الأمريكية، والأهم من هذا، إنني شعرت بالغبطة حقاً عندما رأيت أن هناك جماعة فلسطينية تستطيع أن تنظم نفسها وان تتقدم إلى صناع القرار الأمريكي لتطرح عليهم رؤيتها للحل والصراع عموماً، وشعرت بالغبطة إن صانع القرار يأتي ليطرح رؤية أمام هذه الجماعة أو المجموعة المنظمة، وقد شعرت بالفخر والإكبار أن المصطلح الذي كان يستعمله الدكتور العسلي والحضور عموماً هو مصطلح «الفلسطينيون الأمريكيون» للتأكيد على حضور الفلسطينيين وفعالية نشاطهم ورغبتهم في المشاركة . نعم ، فالجيل الثاني والثالث من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة ، أصبحوا الآن يشاركون ويبادرون ويسألون ويحققون ، لم يعودوا خائفين أو مرتعبين ، لقد اندمجوا في المجتمع ، والآن، يحق لهم أن يؤسسوا لهم جماعات ضغط تماماً ككل جالية أخرى أو تجمع للمصالح آخر . كنت اجلس إلى مائدة كان عليها القنصل الأمريكي السابق في مدينة القدس السيد ويلكوكس وزوجته وهو شخص لطيف ودمث، وكان مدة خدمته في القدس يتفهم الموقف الفلسطيني والرؤية الفلسطينية ، وقد نسج علاقات جيدة مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومع القيادة الفلسطينية ، وكان يحضر الاحتفال من منطلق رغبته الوثيقة في دفع العملية السلمية إلى الأمام ، ومن منطلق إيمانه بان العمل الفلسطيني على الساحة الأمريكية سيؤتي ثماراً كثيرة . وكان هناك أيضاً روبرت بيللترو . السفير الأمريكي في تونس ، وأول دبلوماسي أمريكي يدير حواراً مع منظمة التحرير الفلسطينية، وقد تسلم جائزة من الاحتفال قدمها له سفيرنا في واشنطن معن عريقات، الذي ألقى كلمة باسم الرئيس محمود عباس ، أشاد فيها بدور الجمعية ودور الدكتور العسلي ودور الجالية الفلسطينية في دعم الجهود الرامية إلى تشكيل قوى داعمة ومؤيدة للحق الفلسطيني في الإدارة الأمريكية. وقد تطرق السيد بيللترو بكلمته إلى اللقاء التاريخي بين الإدارة الأمريكية ومنظمة التحرير الفلسطينية في تونس حيث دار أول لقاء بين السيد بيللترو ود. ياسر عبد ربه وأبو جعفر أبو حجلة رئيس الدائرة السياسية في تونس وتطرق إلى الدور التاريخي للزعيم ياسر عرفات وللرئيس محمود عباس (أبو مازن) . وكما وصف بيللترو انه لم يصدق وتفاجأ وكان يومها خبر اللقاء بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأمريكية بمثابة قنبلة لم يصدقها عقل، وحتى السفير بيللترو قال فوجئت وصدمت عندما قيل عليك الاتصال بمنظمة التحرير ممثلا عن الحكومة الأمريكية. فعندما صافحته وهنأته على دوره التاريخي وتقدير الشعب الفلسطيني للدور التاريخي الذي قام به قال لي لا أخبئ عليكِ سرا أن الذي عمل وراء الكواليس هو السيد حسيب صباغ الذي قام بالاتصال المستمر والدؤوب بين القيادة الأمريكية والبيت الأبيض وبين الرئيس ياسر عرفات. وعندما سألته لماذا لا تكتب ذكرياتك أجابني أني أترأس عدة مؤسسات غير حكومية في مدينة نيويورك ولذا لا استطيع الكتابة في الوقت الحاضر، ربما في المستقبل. وهو يكن كل الاحترام والتقدير لمنظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها الذين التقى بهم في تونس والتقدير للزعيم الراحل ياسر عرفات وللرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبدا الاحتفال فلسطينياً حقاً ، حيث عندما دخلنا القاعة كانت تعج بالشخصيات الأمريكية والعربية والسلك الدبلوماسي العربي ورجال كونغرس وخبراء في الشرق الأوسط والسياسة الدولية في المنطقة. كان د. زياد العسلي يستهل كلمته باسم فلسطين، فكان شعار المؤتمر«فلسطين بمحاذاة إسرائيل» الحرية، الأمن، الازدهار. تشيع في جنباته أحاسيس الفخر والاعتزاز بالشعب ونضاله وشخصياته المبدعة ، فقد مُنحت العالمة النووية د. نجاة عرفات ابنة شيخ الجليل من نابلس جائزة من الجمعية لتميزها في عملها وانجازاتها، وكان زوجها وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل قد ألقى كلمة تكريما لزوجته لدورها الريادي بالعمل الوطني من أجل فلسطين. وكذلك مُنح الدكتور فؤاد جبران جائزة لتميزه وانجازاته كطبيب القلب المشهور الذي يدير مركز حسيب صباغ الطبي في مستشفى clepeland ، كما أسس مركز فؤاد جبران لعلاج القلب والشرايين. وأسس وأدار أول مختبر للطب وجراحة القلب في الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1986. وفي كلمته الأخيرة شكر الدكتور زياد العسلي لهذه الجائزة التي يستحقها هو والناس الذين ساهموا في المشروع الذي أقوم به ولكي يجعلوا هذا المشروع حقيقة ليتحقق في مجال التعليم الطبي. أشخاص عظماء مثل حسيب صباغ وآخرين الذين ساهموا في هذا المشروع. وقام بالتعريف على انجازاته سامر سعيد خوري. وكذلك منح الدكتور شبلي تلحمي باعتباره رئيس مركز السادات في جامعة ميرلاند وبروفيسور وكاتب مشهور عن القضية الفلسطينية وقد قام بالتعريف على انجازاته السياسية السفير ريتشارد ميرسي. والتلحمي ولد في مدينة حيفا، وفي كلمته التي ألقاها حيّا روح والديه اللذين كانا القوة الكامنة وراء نجاحي. من اليوم الذي أتيت فيه إلى هذه الدولة العظيمة عندما كان عمري 19 سنة ومعي تذكرة سفر و 150 دولار وتذكرة لمرة واحدة. وكانت لغتي الانجليزية مكسرة ورقيقة جدا. أمي تريز كانت ابنة مدينة ولدت في حيفا. وأكملت الصف الرابع الابتدائي. ولكن عندما اندلعت الحرب في العام 1948 ورأت أن عائلتها لجأت إلى لبنان لم يكن بذلك الوقت عندهم إمكانيات غير السكن في قرية صغيرة على مشارف جبل الكرمل. والدي كان قد تربى بكنف امرأة أرملة. وكانت أول القرويين الذين دخلوا المدرسة الابتدائية. وكان قد أخذ قرارا وصمم أن يكون أول إنسان يدخل الجامعة الأمريكية في بيروت. ولكن عندما اندلعت الحرب سجنت أحلامه ووجد نفسه يعيش في قرية صغيرة. وكان يجمع أطفال الشارع ويقدم لهم التعليم المجاني. وبطبيعة الحال أصبح يلقبونه أبناء القرية بالأستاذ. رغم التطلعات الحزينة التي جلبتها الحرب قوة المساواة الذي كان والدي يتطلع اليها كانت هناك قوة قوية بداخله. كان قد اختار الصلابة والإرادة. كانت عقليته متفتحة. اختار بدل المرارة الصلابة والإرادة. لم يعرف والدي التفرقة بين الدروز والمسيحيين والإسلام واليهود. كان الدور الإنساني أهم من السياسة والقبيلة. كان يقول يجب أن يدافع الإنسان عن مبادئه ولكن ليس على حساب أحد. رغم انه في طفولتي لم توجد ماء ساخنة ولا كهرباء في القرية. كانت الفرحة الكبرى لنا أن نركب الحمار من أجل أن نأتي بمياه الشرب من البئر. ولكن الذي تعلمته من مبادئ كان تماشيا مع روح البلاد التي في النهاية تبنتني. عندما سمح لي أهلي بالسفر، أنا واحد من ستة، لكي احصل العلم في أمريكا كان ذلك لتحقيق الحلم الذي لم يستطع الوالدين أن يحققاه. وكان بإيمانهما بان في أمريكا السماء هي الحد الأدنى وان بأمريكا بدون تفرقة بين الدين واللون والعقيدة. هذا بالنسبة لي الليلة هذا التكريم ليس تكريما شخصيا ولكن تكريم بسيط لما نستطيع عمله في هذا الوطن. وطننا. وتعبيري عن إرادة وقرار ليساعد بتحرير الحلم والأمل لأطفال اليهود والعرب، أطفال يهود وفلسطينيين وإسرائيليين وتحريرهم من العنف والكراهية والاحتلال. نرجو أن نحتفل قريبا بدولة فلسطينية حرة متواجدة جنبا إلى جنب مع إسرائيل بسلام ورفاه.

تجلى الحفل في عرض سخي للتراث الفلسطيني الذي قدمته حنان كرامان ابنة الشيخ كرامان من حيفا وزوجها السيد فرح منير الذين تبرعوا للمؤتمر بسخاء لمجموعتهم التراث الفلسطيني. وكذلك الدكتور الجراح إبراهيم صنصور الذي تبرع برسوماته عن القدس، التي لم يرها أبداً، ولكنه رسم القدس والغروب في القدس من خلال كلمات ودموع والده الذي توفي في بيروت والذي كما قال لنا كان يسرد عليه قصة الغروب في القدس وحكايات عن القدس التي لم يرها ولكنه رسمها من قلبه ووجدانه.

لقد أتحفت الحفل المخرجة وممثلة الكوميديا الفلسطينية الشهيرة ميسون زايد بنقل صورة حية عن التراث الفلسطيني ومثلت دور الحوار بينها وبين والدها الذي أتى من قرية فلسطينية والفرق بين حوار الأجيال بين فلسطيني المنفى والوطن الأم.

كان الاحتفال فلسطينياً ، في شكله ومضمونه ونتائجة . جاء للقول إن الفلسطينيين يستطيعون وقادرون ، بقليل من الجهد والعمل، واثبت الدكتور العسلي انه يستطيع أن يجمع الشتات ويوحد الجهود وان يصل إلى صناع القرار ، وان يخلق مجموعة أمريكية مثقفة تؤمن وتدعم الحق الفلسطيني ، ربما تكون هذه المجموعة صغيرة، أو خارج القرار، أو خارج التأثير، ولكن، متى كانت النتائج المرجوة سهلة وقريبة المنال . ربما يقال أن العسلي اختار نضال بالنخبة السياسية العليا ودخل الكونغرس ووضع القضية الفلسطينية في الكونغرس ومتابعة القضية واللوبي الفلسطيني في الكونغرس، ولكن، من قال أن العمل السياسي يجب أن يكون في الشوارع وحمل اللافتات فقط . أن العسلي والطاقم معه وزوجته نائلة العبد والدكتور حسين ائبش وغيث العمري، الطاقم الذي كان يعمل مع أبو مازن في المفاوضات، هم نفسهم المتواجدين في الكونغرس باستمرار يطالبون بحق الشعب الفلسطيني ووقف الاحتلال ووقف القمع عن الشعب الفلسطيني. يقوم بما يعرف وبما يؤمن به، وعلينا جميعاً أن نساعده ، وليس كأفراد فقط ، وإنما أيضاً كجهات رسمية، مثل السفارة الفلسطينية في واشنطن ، كذلك السلطة الفلسطينية ، ومنظمة التحرير الفلسطينية.

أن اختراق القلعة الأمريكية ليس سهلاً ولا مفروشاً بالورود، انه يحتاج إلى الجهد الكثير والمال الكثير والتنسيق الكثير.

أن المدعوين الأمريكيين إلى الاحتفال، والذين أعربوا جميعا عن إيمانهم بضرورة التحرك الفلسطيني على الساحة الأميركية بوسائل مختلفة عما كان عليه في السابق، إنما كانوا يقدمون نصيحة هامة للعمل الفلسطيني الجديد . وهو عمل مؤسساتي يقوم به متطوعون يقف على رأسهم الدكتور العسلي، الأمر الذي يدفعنا إلى طرح السؤال الكبير : هل يمكن لنا أن نغير من نتائج مؤتمر بلتيمور الذي عقد قبل سبعين سنة ؟!

إن ما يجري في الولايات المتحدة الآن ، يسمح لنا أن نطرح هذا السؤال ، فهناك في قلب الولايات المتحدة حركات مدنية يهودية وغير يهودية تؤسس ما يسمى بـ «جى . ستريت» لتكون بمثابة جهة أخرى ضد منظمة ايباك اليهودية في الولايات المتحدة، إن هذه المجموعة تضم شخصيات كثيرة، من النخب اليهودية الأمريكية التي تعتقد انه يجب إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، أن مثل هذه الحركة التي يجب أن ننسق معها أيضاً وندعمها، وما كانت هذه الحركة لتقوم لولا أن النضال الفلسطيني أولاً ومن ثم أخطاء وخطايا إسرائيل ثانياً وإخفاقات السياسة الأمريكية الهوجاء ثالثاً، هي التي ساعدت على إقامتها.

ألم اقل منذ البداية، أن لا أحد يمتلك التاريخ ولا نتائجه. بهذه المناسبة اشد على يد الدكتور العسلي وأقول له ولمن بعده : إلى الأمام دائماً.

اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *

أدخل الكود*